مدينة دورتموند بتعداد سكانها البالغ نحو 586,600 نسمة (بحسب الإحصاء السكاني لعام 2017) هي ثالث أكبر مدينة في ولاية شمال الراين - فيستفالن بعد مدينتي كولن ودوسلدورف، وثامن أكبر مدينة على مستوى جمهورية ألمانيا الاتحادية. وهي تعتبر المدينة الأكبر من حيث المساحة والكثافة السكانية في منطقة الرور، المنطقة الحضرية الأكبر في ألمانيا بتعداد سكاني بلغ في إحصاء سنة 2011 ما يزيد عن 5.1 ملايين نسمة. بين نهري إمشر والرور - وهما فرعان من نهر الراين - تقع مدينة دورتموند والتي تعتبر المركز الإداري والمالي والثقافي لمنطقة شرق الرور.
تعرضت للدمار مرتين خلال تاريخها
بعد تأسيسها عام 882 ميلادي أصبحت مدينة دورتموند إمارة مستقلة تتمتع بحكم ذاتي، وفي غضون القرنين الثالث عشر والرابع عشر كانت مدينة دوتموند تعتبر "المدينة القائدة" لمنطقة الراين وفيستفاليا بالإضافة للدائرة الهولندية من الجمعية الهانزية.
في خلال حرب الثلاثين عام التي دارت رحاها في هذه المناطق ما بين الكاثوليك والبروتستانت تعرضت المدينة لدمار هائل، واستمرت كذلك حتى بداية الثورة الصناعية؛ حيث أصبحت المدينة واحدة من أهم مراكز الفحم والصلب والبيرة في ألمانيا كلها، ونيتجة لذلك - وللأسف - كانت مدينة دورتموند مسرحاً لآلاف القنابل والمتفجرات أثناء الحرب العالمية الثانية؛ حيث تعتبر من أكثر المدن دماراً خلال الحرب، حيث تدمر أكثر من 98% من مركز المدينة نتيجة ما يزيد عن ألف غارة جوية دكت المدينة عن بكرة أبيها.
استطاعت المدينة النهوض مجدداً بعد الحرب، وتحولت بعد ذلك إلى مركز هام للتكنولوجيا والصناعات البيوكيمائية، وفي عام 2009 تم اختيار مدينة دورتموند كأكثر مدينة مستدامة واستخداماً للتنقية الرقمية في عموم جمهورية ألمانيا الاتحادية.
أحد أهم المراكز العلمية والثقافية في ألمانيا
دورتموند حالياً تعتبر موطناً للكثير من المعاهد الثقافية والتعليمية، يتضمن ذلك جامعة دورتموند التقنية وجامعة دورتموند للعلوم التطبيقية والفنون، والمعهد الدولي للإدارة بالإضافة للكثير من المنشآت التعليمية والثقافية والإدارية التي استطاعت جذب أكثر من 49 ألف طالباً وطالبةً للتعلم فيها. إضافة إلى ذلك تحتوي دورتموند على العديد من المتاحف كمتحف Ostwall , ومتحف تاريخ الثقافة والفن، بالإضافة لمتحف كرة القدم الألماني الشهير. ولا ننسى في هذا السياق الحديث عن دار الأوبرا الرائعة في قلب مدينة دورتموند.
العاصمة الخضراء لفيستفاليا
تمتاز مدينة دورتموند كذلك بطبيعة خلابة، حيث تعتبر المدينة "العاصمة الخضراء" لفيستفاليا؛ حيث أن قرابة نصف مساحة المدينة تحتوي على ممرات مائية وبحيرات وغابات وأراضٍ زراعية ومساحات خضراء بالإضافة لحدائق رائعة كحديقة فيستفالن - بارك الشهيرة وحديقة رومبيرغ الغناءة. الأمر الذي يعتبر مفارقة صارخة مع تاريخ يمتد لأكثر من مئة عام من الإنتاج المكثف للفحم والصلب.
نادي بوروسيا دورتموند.. العشق الحقيقي.!
أما رياضياً فتحتل المدينة سمعةً كبيرة على مستوى ألمانيا بل وأوروبا والعالم أجمع؛ فهي موطن نادي بوروسيا دورتموند الشهير، أحد أنجح الأندية الألمانية، والحائز على العديد من الألقلب محلياً وأوروبيا.